ArticlesEvénements
Aujourd'huiCette semaineCe weekend

Pour ne rien manquer de l'actualité culturelle, abonnez-vous à notre newsletter

Retour

Partager sur

single_article

Entre Amnistie et Amnésie : Antoun Joseph Moukarzel

17/02/2025




  انطون جوزف مكرزل


-  عندما تفكر في الحرب الأهلية ، ما هي الذكريات او القصص التي تبادر الى ذهنك عندما تتذكرالحرب

     الأهلية – سواء عايشتها مباشرة  او نقلتها لك العائلة  و الأصدقاء – كيف شكلت هويتك ؟

 

بعد ان كنا نلعب  العاب الطفولة  و الصغار قبل الحرب كصناعة الطائرات الورقية وسيارة دواليب الحديد

ولعبة الكلل والسبع حجارة والعصفورة والايكس والمونوبولي والريسك وسكرابل وكافة أنواع الألعاب ،

أصبحنا مع الحرب نلعب اقامة الحواجز على أهالينا ونأخذ منهم بعض القروش ، وصانعي  بواريد من

 الخشب أو  الحديد ونلبس الطناجر على رؤوسنا بدلا" من الخوذة العسكرية  أو البيري الكشفية وعلب المياه

والسردين والتون الفارغة على أساس انها قنابل بدوية نشدها بحزام على خصرنا .

من جهة القصف كنا نلتجىء الى الأماكن الأكثر حماية لأننا في منطقة الجبل لا ملاجىء بل منازل آمنة

 أكثرو نتذكر أخبار الجيران واين تنزل القذائف وهل من اصابات .

وكنا نلعب الورق وطاولة الزهر وصراخ اللاعبين ينتشر رابحا" او خاسرا". هذا من جهة.

اما من ناحية أخرى كنا نسمع الأخبار من الراديو لتبدأ بعدها التحاليل السياسية والأمنية من كل الموجودين

 في المكان...طبعا هناك صنع القهوة والتدخين على مدار الساعة..

اما بعد انتهاء القصف كنا نذهب لنرى اين سقطت القذائف ونجمع بقاياها ونساعد في ازالة الزجاج المكسور

 في الطرقات والبيوت واصلاح الكهرباء على العواميد...هذا غيض من فيض...

 

اما هويتنا فقد تبدل انتماؤها  ... فأصبحت مقسومة بين بيروت الشرقية وبيروت الغربية ..هم ارادوها.

هم اي السياسيين المسيطرين على المنطقتين .

اصبحنا نعيش في قلق التقسيم والضياع وما هو وضع مستقبلنا ومستقبل البلد الذي ينزف على كل ترابه .

الهوية تمزقت وضاعت في شوارع الحرب و على حواجز الطائفية والقتل على الهوية و الخطف

والتصاريح السياسية المشبوهة والمدروسة لزرع الفتنة والانقسام المناطقي والطائفي ...

فلبسنا هوية جديدة اختاروها  لنا  الساسة الكبار دون ان نعرف ماذا تخبىء لنا من ايام سوداء مستقبلية

وهذا ايضا غيض من فيض ....


- هل تركت الحرب الألية بصماتها على حياتك اليوم ؟ ائا كان الأمر كذلك ، فما هي؟ 

من الطبيعي ان تترك الحرب بصماتها لأنني شاركت فيها كمقاتل وكان هذا في عز عمر الشباب .

ما بين ال18 سنة و24 سنة هي من اهم مراحل الشباب من الناحية البدنية والجنسية و المدرسية و الجامعية

ويكون الشاب مثل الاسفنجة يمتص كل شيء من حوله ثم يغربل بعض الأشياء منها .

لقد تأذيت كثيرا ولكن لم تحطمني الحرب ونتائجها . ولكنها تأخذ منك اشياء كثيرة حتى دون ان تدري .

أخذت مني امانة العيش وحرية القرار والرأي..صحيح ان نشاطاتي لم تتوقف لكنها كانت محدودة العبور

 الى الأماكن الأخرى من منطقتي وبلادي

اخذت مني الانطلاقة نحو التعليم الجامعي ولم تنصفني بالمقابل كما كنت اتمنى وكما كان المتفق عليه .,

واصبحت كما قلنا قبل هويتنا اللبنانية هويات لبنانية عديدة ومختلفة في المنطق والدين والسياسة والتاريخ والجغرافيا .

 

في لحظات تأملك ، كيف تعبر أو تتعامل مع افكارك ومشاعرك حول الحرب؟ هل من خلال

     المحادثات أو الأعمال الفنية – أو الصمت أو وسائل أخرى ؟

ان الحرب هي جريمة بحد ذاتها وهي تسمح بالأعمال الشنيعة و العنف والاجرام وتبيح كل انواع القتل

والخطف والتهديد واستباحة المحرمات و اذلال واغتصاب وسبايا ورهائن ومجازر وتهجبر...

ليس هناك من ندم عن ماضي الحرب ليس من باب التعصب ، بل من باب لم يعد ينفع الندم .

وانا اتكلم عن شقاء و معاناة اهلي وخاصة انهم وانا معهم لا نحب الأحزاب ايا تكن .

ولكن كنت قد اخذت قرارا بذلك ، لأسباب عديدة لن اذكرها لأنها ليست موضوعنا اليوم .

واريد ان اذكر انني من المقاتلين الذين صنعوا السلام في الحرب و هذا شيء مهم جدا" .

كما ان في الحرب سيئات ولكن في وقت السلم هناك اشياء جيدة  تنتج اصدقاء وأخوة لك ورفاق وتسلية

 في كافة المجالات...

ولكن المهم في العبرة التي نأخذها وهي ان العنف لا يأتي الا بالعنف ولا يمكن ان يكون حلا" سلميا"

لا يجب ان ننسى الماضي ولكن لا لننتقم ، بل لننتقي ونختار ونتعلم منه الخير من الشر ...

 

نعم استعملنا الصمت في الصبر على الأخطاء التي كانت ترتكب في حق المواطنين والمدنيين .

الحوار مع الجميع لأننا نعيش في بلد واحد ولو صغير يجب ان يتسع للجميع ...

وانا شخصيا مارست نشاطات عديدة مع عدة جمعيات دينية واجتماعية وثقافية  حتى يومنا هذا

وأسست نادي رباضي اتحادي مرخص  في بلدتي طوال 15 سنة اقمنا فيه الدورات الرياضية

و الرحلات  والسهرات وكل انواع الترفيه والتسلية ...

 

– هل اعادت اليك حربا تموز 2006  و 2024  لحظات اي ردود افعال أو مشاعر من الحرب الأهلية ؟ 

بالفعل راودتني فكرة حول ان اشارك في حرب تموز مع المقاومة وانا لدي عائلة من زوجة وصبي وبنت

لانه بالنسبة الي هناك عدوان علينا من قبل العدو الاسرائيلي وقصف كل المناطق اللبنانية وشبكات الطرقات

و البنى التحتية وهئا ما نرفضه على الاطلاق ..

ولكني عدلت عن الفكرة بعد دخول ابني الى المستشفى وحصل وقف النار بعد اسبوع .

صحيح كان هناك انقسام  وطني حول الحرب مع اسرائيل ولكن الخسائر البشرية والمادية من دمار و

 قصف ورعب شمل كل لبنان .


-عندما تعيد سرد ذكرياتك عن الحرب للأجيال الشابة، ما هي الرسالة (الرسائل)التي تريد ان تنقلها لهم ؟

 هذا من صلب اهداف جمعيتنا  " محاربون من اجل السلام"  هذه الجمعية مؤلفة من محاربين سابقين من مختلف الأحزاب اللبنانية التقوا فيما بينهم بعد احداث طرابلس 2012

هم من احزاب وتيارات وطوائف ومذاهب وبيئات مختلفة شاركوا في الحرب اللبنانية لكن متفقون على أن

العنف لا يولد الا العنف ولا يمكن أن يكون منبر للسلام والتفاوض .

الهدف ان نقول لجيل الشباب والمراهقين ان الحرب ليست نزهة ابدا وليس على احد ان يفكر فيها حتى .

ممكن ان تعرف بداية الحرب ولكن ان تعرف نهايتها هذا امر مستحيل سياسيا اكثر منه عسكريا".

ان هذا الجيل لم يعش ولم يرى صور الدمار واشلاء القتلى وغصة على المخطوفين والمفقودين والجرحى

والمعوقين وهم الشهداء الأحياء .هم لم يعرفوا خطف الناس حسب دينهم وانتماؤهم السياسي او العرقي  ولم

يشعروا بالاهانات على الحواجز المسلحة  .  لاجل كل هذا وهناك الكثير واكثر مما قلناه لا نريد لجيل

الشباب حتى ان يفكر بالحرب .الاختلاف هو شيء صحي وواقعي شرط ان لا يتحول الى خلاف .

لا أحد يمتلك مفتاح الحرب في لبنان فقط الدول العظمى تملكه ونحن الشعوب حطب لمدفأتهم للأسف .


– اليوم وبعد مرور ليس فقط 40 عاما بل 50 عاما" على اتنهاء الحرب ومع الأزمات المعيشية والاقتصادية التي مرت علينا ، كبف نرى مستقبل لبنان وما هو دورنا في بناء مستقبله ؟

 

بعد انني كنت اتوقع ان تصبح الأمور هكذا في الشرق الأوسط ارى ان الوضع تغير بنسبة كبيرة نحو

 الأفضل ونتجه نحو شرق اوسط جديد ، اقتصادي الأهداف ،اكثر منه عسكري  ولو شهدنا تغييرات عسكرية كبيرة و تغيير انظمة بكاملها انما هي مستقبل اقتصادي بامتياز .

علينا ان نتكيف مع المتغيرات ولكن ليس ان نكون ادوات لأنظمة أو دول .

صحيح اننا ربما لن نغير كل شيء ولكن علينا ان نكون مواطنين صالحين لدولتنا ونظامنا وهذا ما يشكل المواطنة الحقيقية بين كافة انواع الشعب ونكون ملتزمين قوانين وانظمة الدولة وتنفيذها .

وعندما نحترم دولتنا تحترمنا الدول الكبرى ونكون طرف الى طاولة المفاوضات لا على طاولة المفاوضات

" حق الأقوى هو الأفضل دائما" LA RAISON DU PLUS FORT EST TOUJOURS LA MEILLEURE

 

– هل هناك أي شيء تود اضافته

 

ليس المهم فقط ان نبني دولة قوانين لا نحترمها بل ان نبني وطنا للجميع شعبه يلتزم قوانين دستوره

ويعيش مواطنة حقيقية مع كافة نسيج الشعب اللبناني فيكونوا يد واحدة تجاه كل ما  يحصل .

 

                " في الوحدة والتعاون قوة"

 

                                                                 الكحالة – بيروت – لبنان في 12\2\2025

    

     انطون جوزف مكرزل

 محارب سابق في وحدات الدفاع الخاصة في القوات اللبنانية

عضو في جمعية " محاربون من أجل السلام " وناشط في جمعيات عديدة تعنى بالسلم الأهلي   

 

 

 

 

 

thumbnail-0
thumbnail-0

ARTICLES SIMILAIRES

Depuis 1994, l’Agenda Culturel est la source d’information culturelle au Liban.

© 2025 Agenda Culturel. Tous droits réservés.

Conçu et développé parN IDEA

robert matta logo